اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ، الفاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ و الخاتِمِ لِمَا سَبَقَ ، نَاصِرِ الحَقِّ بَالحَقَّ و الهَادِي إلى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ ، و عَلَى آلِهِ حَقَّ قَدْرِهِ و مِقْدَارِهِ العَظِيمِ

كتاب حقائق عن التصوّف

Publié par Unknown | | في الأربعاء، 13 أبريل 2011

انظروا ما أروع هذا الكلام...

Publié par Unknown | التصنيفات , | في السبت، 28 نونبر 2009

بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم .


يقول القطب سيدي الحسن البعقيلي التجاني رضي الله عنه في كتابه النفيس * سوق الأسرار إلى حضرة الشاهد الستار * ؛


** ........ فاعلم بأن الله عز وجل ما ملكنا العبيد إلا لنفهم بهم عن الله وكذلك كل ما أفاضه علينا و خلقه ونسبه لنا ما فعل ذلك إلا لحكمة وهي المعرفة بأن المالك يفعل في ملكه ما يشاء ، واعلم بأن المالك للذوات والأرواح والأجرام والأعراض في الحقيقة هو الله جل وعلا و غير الحق مخلوق له مملوك له مقهور بسيف مالك الملك ، لا يملك نفسه أي جوهره فضلا عن عرضه فضلا عن عمله فضلا عن مال منسوب له وغير ذلك ، وملكية غير الحق جل وعلا ملكية ظاهرية مجازية وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له، فالملك للحق حقيقة وهو استعمال اللفظ في ما وضع له أولا ، لتقتبس من الحقيقة ومن المجاز أحكامهما بالوهب الرباني وهو العقل الغير المكتسب بل مفاض من حضرة الرحمان ؛ فإذا علمت أن المالك واحد لا يتعدد يتضح لك أنك ومن ماثلك في المخلوقية عبد محض لا تأثير لك ولا حركة ولا سكون إلا به جل وعلا ، فالمملوك لا يملك مع سيده شيئا نفسه وحركته وسكونه، وكل ما نسب لك ليس ملكا حقيقيا لك ولذلك أمرك بالإقتصاد في كل شيئ ؛ فإذا تمهد هذا علمت أن العبد له حد يحده ووصف يناسبه و حده هو الضعف والذل والفقر ووصفه هو الإلتجاء والإتكال على سيادة سيده ، فالسيد تقتضي سيادته الإمداد من رزق وإحياء و إماتة وبعث وفعل كل ما تعلقت به مشيئته، فمن أول وهلة الملك ترتب فبي علمه الإمداد بلا كلام ولا سؤال، و العبد بمجرد علمه علما حقيقيا بترتبه في ملك سيده يعلم قطعا من باطنه أن رزقه في يد سيده فلا يحتاج إلى من يعلمه ذلك وإن كان من أجهل العبيد بل يعلم بالفطرة الإلاهية على سبيل الإلهام الرباني ، فتجد العبد غني النفس عن التعرض لأملاك سيده لعلمه أنه مملوك لا يملك لأنه غني بسيده، و لايتعرض لسؤال الغير مخافة سيف غيرة سيده وإن أجاعه السيد لحكمة ؛ هذا وعليه فنزل نفسك منزلة ذلك العبد المملوك العاجز المسكين واعتبر ، فكل ما لا ترضى أن يقابلك به عبدك المملوك ملكا مجازيا فالسيد الواحد الحق هو أولى به . فياسعادة عبد استعمله سيده فيما يرجع عليه بالرضى من سيده و يا خسارته إن أهمله بعدله فذلك شؤم لحقه بنفسه لنفسه منها ، و عبيد الخدمة كثير فبعض يستعمله بفضله وبعض يهمله بعدله ، فالحمد للملك على كل حال فله أن يهمله ويعذبه بترك خدمته وله أن يرحمه بفضله غير ظالم * وما ربك بظلام
للعبيد * لأن السيد يتصرف في ملكه كيف يريد من غير منازع، لأن سيادة المالك متحدة؛ فيجب عليك أيها المسكين أن تعلم أن أمورك بيد سيدك فلا تحتاج إلى تفويض لأن السيد لا يتوقف على توكيل عبده لأن الوكيل أجنبي وهذا مالك ، ومعنى التفويض في لسان الشارع الإقرار والإعتراف الباطني بأن أمورك بيد سيدك لا غير لا أنك تأذن له كعادة الوكالة والنيابة و التفويض منه لا منك ومعناه منك الإذعان له ، فإذا أفاض خير الدنيا والآخرة ونسبه لك فاقطع بأنه لا حق لك فيه إلا مجرد الإنتفاع ثم ينقل لغيرك من العبيد بعدك أي بعد تصرفك فإن السيد إذا قال لعبده ملكتك أمر كذا وهو لك مقصوده سياسة النماء والإعتبار لا أنه لا نظر للسيد عليه ، أرأيت أنه إن بذره أليس له أن يعاتبه عليه وهو أكبر دليل عليه، وما جعل شيئه تحت نظر عبده إلا للإختبار لأنه لا يحب من يتجرأ عليه في الشيئ المملك وسيده أولى به ؛ ثم اعلم أن العبد المستعمل في غرس مثلا لايخطر بباله أن العمل الذي هو الغرس له ، بل إذا سألته عن نفسه يجيب بديهة بأنه عبد لفلان وإن سألته عن الغرس يجب بلا تأمل بأنه لسيده فلان وإن كان من أجلف العبيد، ولا يتصرف في الغرس إلا بإذن سيده ويغرس و هو خائفا من سيده أن ربما يخرج الغرس مرارا أو تموت الشجرة أو لا يحسن الغرس أو ربما ينزعه عن غرسه ويملكه لعبد آخر ويهمله هو، وحظه من العز أن كان عبدا للسيد الكبير ، فإذا شاهد مولاه تنصب عليه صواعق العز والفرح و الهيبة والأنس ، فلا تسكن فرائصه حتى يشاهد جمال سيده بالتنزل و الملاطفة به ويسمع لذيذ خطابه مع قرائن الأمن منه و هكذا دائما أبدا وإن غرس ما لا يعده العقل ، بل يعتقد أنه إن زل زلة واحدة في عمره كله له أن يعذبه بها إن قابله بعين السخط، وله أن يتفضل عليه بالإغضاء إن نظر إليه بعين الرضى، و لايعول على عين الرضى و لا عين السخط فله أن ينظر في كل نفس لأحدهما أو بهما، ولا يركن إلى حال بل يرى نفسه مقهورا في قبضة المالكية دائما؛ فكن أيها الأخ كذلك مع مولاك الحق تحصل على كنز العبودية ولا فضل لعبد على الآخر إلا بالأدب مع السيادة ، ما لك أيها المسكين تدعي الحرية و تمن بعملك على مولاك و تطالبه بالأجرة عليه وهل رتب سبحانه الأجرة على عملك إلا بعد انطماس البصيرة والبعد من حضرة القرب فلا يقدر عبدا أيا كان أن يطالب سيده ولا أن يمن بعمله عليه لكن إذا تصدت المرآت تقبل كل وسخ ؛ فشتان ما بينك وبين العبودية وإن ادعيتها، أين لك العمل الذي نسبته لنفسك ، فإنة منه و آلة الغرس منه و البلد منه، فأسقط الطمع من ثواب العمل فإنه لولا فضله ما وفقك له، وليس من شأن العبد التعرض له بل من شأنه العمل مع الخوف منه فلا يرى نفسه أهلا للعمل فضلا عن الأجرة لكثرة العبيد الذين تضن فيهم عندك الأهلية فأهملهم واستعملك أنت فتمن عليه بنفسك و أنت مخلوق له وما باشرته من العمل ، فالعبد إذا قال لسيده المجازي أعطني الأجرة فقد أساء وادعى الحرية حيت طلب
الأجرة ؛ فالدنيا والآخرة والبرزخ إنما هن ديار الملك و أنت عبده فالسيد جل وعلا لا يسكنها لاستحالتها عليه لأنه غني عن المحل و الزمان و المخصص و إنما خلقها لك فاستعمل الأدب معه ولا تراع الديار ولا ما فيها فإنما هي مقهورة تحت تصريفك خلقك منها و أوقفك عليها وأطعمك منها وألبسك منها و زوجك منها وأركبك منها رغما عليها فلا تحبها إلا على وجه محبة العارفين الذين يرون كل النعم منه ويعتمدون على سيدهم ويعتقدون أنها هدية معظمة مرسلة من السيد لهم فيتسارعون لها لأنها بركة الملك عظمهم بها، فيعظمونها كما يعظم صاحب السلطان كسوة سيده ويرى لها احتراما ويقوم بشكر السيد من غير مبالات إلى نفس النعمة و إنما يعظمها باعتبار سيده ويتصرف بها على الوجه الذي أهديت له مراعيا حق السيد مراقبا له في كل حال لأنه يحب أن يرى أثر نعمته عليه، فيسارع في حفظها من الآفات و الأوساخ ليحفظ وجهه مع سيده لا غير، و لا يعشق النعمة لذاتها كما هو شأن الضالين فإن العاشق ينسلب عقله بالمعشوق فإذا عشق النعمة سقطت حرمة المنعم بين يديه وهو مهوى الهلاك ؛

فمثال النعمة مثال ملك قاهر عظيم الخزائن و العبيد أرسل لبعض خاصته ما يأكله وما يشربه وما يلبسه وما يركبه وما ينكحه و لعظم حظوته عند سيده أرسلها له على يد أعز من في مملكته مصحوبة بكتاب كتبه السيد بيده تعظيما له مشتملا على تعظيمه والسيد يبجل عبده بأنواع لذيذ الخطاب
مثل ، رحمة منا ورضوان على عبدنا الكبير الشأن فلان وبعد فقد بلغ قدرك عندنا حتى كتبنا لك كتابا بيدنا على خلاف عادة الملوك لحظوتك عندنا، و بعثت إليك عبدنا الذي بحضرتنا لا يفارقنا و لا يدخل علينا أحد إلا به و هو اصطفيته على سائر مملكتي بفضلي لخدمتي، و بعثته بالكتاب الذي تناولته بيدي ونزلت مرتبته لخدمة حضرتك السنية، وعليه فبمجرد وصوله أكرمه و أكرم كتابه بقراءته تعظيما وبفهم ما فيه، و اعرف حق المرسل لك فإنه أعز العبيد لدي وهو الواسطة لجميع مملكتي فافهم، وبعده فاقدم لحضرتنا ولا بد بصحبة حامل الكتاب فإنه عارف كيفية السلوك و عليه مهابتنا وجلالنا محررا ما في كتابنا من الإشارات و الآيات لأولي النهى البينات فخذ منا ما وجه لك من النعم فاستعن بها على السلوك لحضرتنا السنية، و اعلم أني ما أرسلت إليك إلا لتحضر حضرتنا دائما على عادة كمل أهل دولتنا إجلالا للرسول الذي أرسل إليك، و إياك أن تتراخى فإنه عين الطرد و إياك أن تغرك النعم التي أهديت لك لتستعين بها على السير إلينا فتكون من المغرورين بالنعم فتطرد عن مقام الحظوة، فإن فعلت ولم تصحب رسولنا و لم تكن عند إشارته و لم تكرم رساته بامتثال أمره و اغتنام صحبته تكن عندي من عبيد المحنة دائما و لا أبالي بك ، فإن أتيت استقلالا بلا صحبة الرسول فإن أعداءك يقطعونك عني بتزيين النعم بين عينيك فتغتر بها فيصحبك المقت كما صحب من جحد كتابي ورسلي ولم يكرموهما بمتابعتهما، فقد حكمت على نفسي أن كل من لا يمتثل أمري ولم يقدم مع رسولي للفرح و الشوق لحضرتنا إذ كنت أنا السيد و رغبتك وطلبتك وأكبرت شأنك بالكتاب و بالرسول وأنت مستمر على الإباء وكرهت حضرتنا وكرهت حضرة رسولنا وكتابنا فانظر ماذا يلزمك عليه ، فإني حكمت حكما لا يبدل أن أوجه رسولا منا معدا للغضب و الإغاظة و النكال فيجرك إلي رغما على أنفك ذليلا مهانا مغضوبا عليك ولا أبالي فإنك قد تعديت طورك حيث أنفت منا و استعملت نعمنا فيما يبعدك منا، فعن قريب يظهر أمرك فتكرم بإكرام لم تعرفه و لا يخطر في قلبك إن امتثلت أمرنا أو تهان إهانة لا تخطر ببالك ولا طاقة لك عليها إن خالفت أمرنا ؛ فاقرأ كتابي بقلبك و كليتك فلا أعذرك بجهل ما فيه لأن الرسول بينه لك و إياك ثم إياك من الإغترار بغيرنا فإنك ملحوظ عندنا مكتسب لنا و لا حق للغير فيك اللهم إن أردت الهلاك بالبيان، فلك الخيار في اصلاح نفسك أو إهلاكها، وكم أهلك نفسه ممن قبلك عظمتهم و أرسلت إليهم نعما منا فعشقوها فأتلفتهم عن خدمتنا وسيادتنا وقد بلغ بعضهم بسببها دعوى السيادة والحرية تعاليا وتكبرا وطغيانا عنا وإياك أن تكون مثلهم؛ وكم من عبد أرسلت له و امتثل فقرب معظما مكرما بما لا يخطرعلى قلبه فضلا أن يعرفه، فأسلم تسلم ؛ فامتثل أمرنا، فمن نسينا نسيناه ومن تأدب معنا أغنيناه ومن تجرأ على كتابنا أهلكناه فذلك عادتنا المستمرة إلى الآن و إياك أن تسلك سبيل المغضوب عليهم من اليهود أو سبيل الضالين و لا سبيل من أنكر وجحد وجودنا وقهرنا، وقد بالغت في الإعذار فقد أعذرتك نجما على نجم، فكلما رجعت قبل نزول غضبنا قبلناك لكن وقت نزول غضبنا غير محقق عندك فامتثل على الفور مع الكتاب أول وهلة وعظم أمرنا كما عظمنا أمرك مع أنك عبد مملوك لا طاقة لك على شيء و إنما اصطفيتك بالخطاب و ناديتك بكل ملاطفة لتكون سعيدا فالسعادة ما علمته لك لا ما تعلمه أنت ، فاقدم أدبر لك واترك معي تدبيرك و إياك ثم إياك من البعد عنا فإنه عين الهلاك، وقد ناديتك وأمرتك لحضرة جمالنا و بالغت و أطنبت لك في الكتاب و كررت ما لا يجب تكراره و عظمتك بمالا تستحقه فافتح عين بصيرتك واعرف بأنك عبد مطلوب للحضرة، فنفرت فسامحت مرة بعد مرة، والسلام من سيد عظيم قاهر غالب على أمره مالك كل رقبة شديد العقاب غافر الذنب؛ مؤرخا بتاريخ بلوغ العبد التكليف و القوة و الشدة والفراسة لخطاب سيده و نحن عنك وعن غيرك أغنياء * لا نسألك رزقا نحن نرزقك و العاقبة للمتقين * * لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم * * فبما رحمت من الله لنت لهم * وكن عبدا مطيعا لأمر سيده .

فتنبــه أيها المسكين من سكرتك التي تقلب لك الأعيان بالأضداد فتنظر السماء تحتك و الأرض فوقك لما فجأك من سكر غمرة غفلتك عن مولاك فقد ضبعك إبليس بمثل ما ضبعته حظوظ نفسه** 


الفرق بين المقدم و المربي و الخليفة في الطريقة التجانية.

Publié par Unknown | التصنيفات , | في

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الفاتح الخاتم و على آله و صحبه و سلم.

يقول سيدي الحسن البعقيلي التجاني في الجزء الأول من كتابه النفيس الإراءة متكلما فيه رضي الله عن المقدم و المربي و الخليفة حيث يقول؛

**ثم افهم ما يشترط في المربي و المقدم و الخليفة في الطريقة الأصلية الإبراهيمية المحمدية الأحمدية التجانية،فالخليفة من ألبسه الشيخ كمال حلته و قلده بكمال عدته حسا و معنى و هو الصاحب له على الحقيقة و غيره تابع بعض أثره لا غير،فيشترط فيه ما يشترط في الشيخ من كمال العلم اللدني و الكسبي بحيث لو فرض مثلا ذهاب الكتب الإسلامية و حمالها لكان في طوقه بالله أن يمليها من عندية نفسه حرفا بحرف معنى بمعنى بحيث اشتملت ماهيته على تلويحات الشريعة و تصريحاتها و رموزها و على بحور الحقائق العربية و العجمية و إشارات أهلها و أذواقهم في لغتهم و على جميع الكتب المنزلة فتحا و ذوقا و دراية و رواية عن أركان الشرائع و هم حمالها على كيفية خرق ما نعرف معشر العوام ،و اقتدر بالله على أن يفصل جزئيات العالم و حكمها و أسمائها المتعارفة عند الكل و الأسماء الباطنية العالية الحقية المقتضية تفاوت العالم ، وجمع في حوصلته مراتبه صلى الله عليه وسلم من يوم فتح الله به الوجود فضلا منه وإنعاما ، و أطواره وانتقاله في جبين وجباه و عيون و أصلاب وترائب آبائه و امهاته من يوم وجد أصله الظاهر آدم عليه السلام إلى تمام فروع أنواره فيما لا نهاية له من بطون الآخرة و أدرج فيه جميع تراكيبه صلى الله عليه وسلم في بطن أمه و ما ظهر عليه وما ظهر به و جميع ما نزل عليه في عالم الذر وفي عالم الأرواح وفي عالم أنفاس رضاعه وطفوليته و جميع أنفاسه و جميع تجليات كل نفس منها و جميع خواطره طفولية و كهلا و بعد مماته ، و أحاط بكيفيات عبادته يقظة ونوما وما يراد به وما طلب من ربه وما أجيب به وما خاطب به الخلق عموما وخصوصا وما أجابوه به ، وألقيت ياقوتة صفائه في قلبه حتى يميز أسارير ذاته و شعراتها وكيفية ترتيب فمه وأنفه وبطنه وشعرات جميع جلده النعيم الشريف صلى الله عليه وسلم بحيث يتراءا له جميع ذلك في نفس واحد و قدر على إفشاء جميع ما هنالك إفتاء و إشارة وهمسا وسكوتا وهمة وخرقة وصبغا وتعليما و إفاضة وكيفية وإلقاء، و يعلم جميع ما اقتضته ماهية الوجود إصلاحا وإغارة ولغة ويعلم أطباعه و كيفية جمع شمله بسياسة نبوية بحيث لا تغيب عنه كيفية الإشارة بجميع ما هنالك في لفظ واحد يصرح به و يقصد به كل لغة و كل علم وكل كون ويفهم كل من خاطبه به معناه ببركته و سر ولايته كمثل سندنا الأصح نسبا سيدنا الحاج الحسين الإفراني و شهرته كافية، فإننا تلقينا منه بلا واسطة وبواسطة مثل هذا، قال لي مرة رضي الله عنه أجئت لترانا لا غير فأجبة بنعم فقال بلا غرض فأجبته بنعم فقال من مكة تقدم الناس لترانا لله الحمد و أمسك عن أصل القضية و قال أنا حجر مغناطيس كل رزق حسي ومعنوي فلا بد أن أكون فيه واسطة، كل من كان عنده سر في المشرق والمغرب فلا بد أن يجيئ إلى يدي، ووضع يده اليمنى المباركة على ركبته اليمنى مفرقا أصابعه، في صورة الجدب منهم و القبض والضم ودفع لكل حقه في علم ربه ، وقال أيضا عنده من الذوات بعدد ذوات الفقراء أصحاب سيدنا رضي الله عنه وعنهم به فكلما ازداد فقير يزيد الله لنا ذاتا تقابله و لله الحمد ، وقال لي مرة في حال تعداد الأولياء وذكر مراتبهم العلية وبين لنا في كل ضريح من فيه من الأولياء فانتقل إلى الأشراف في القطر السوسي وحررهم كل التحرير وبين الدخيل الدعي منهم ومن أهمل نسبه وضاع ذكره ، فانتقل إلى ذكر الفقراء ومراتبهم وحررهم و ذكر أنه دخل في الطريقة في كورة من السودان نسيتها دهشا ست مائة من الجمعة إلى مجلسنا معه رضي الله عنه قرب ستة أيام وبيننا وبين السودان بعد و المجلس بمدينة تزنية في سوس المحمية بالله محل أنفاس قبره الشريف ، وقل لي مرة كل ما عند السيد الخليفة الأعظم مولانا العربي بن السائح من العلوم و المواهب أفيض عليه وزيد له بعده عشرون رجلا من أكابر الأولياء وقال أنا بابه و المدخل له والمخرج وسيدي العربي بن السائح شهرته كافية في أكابر أهل العرفان جلس في كرسي الخلافة العظمى القطبانية الكاملة تسع سنين في عمره وورثه منه وارثه سندنا رضي الله عنه ، وقال لي مرة أخرى يقظة معه فلا يقدر أحد من العلماء أن يتكلم في مجلسي لصولة أنوار الشيخ رضي الله عنه ، و سألته عن الخلافة عن الشيخ رضي الله عنه زماننا إطلاقا فنسبها لنفسه رضي الله عنه، فلما صار لرحمة ربه طلبت من الشيخ أن يبين لنا كيف يكون سير روحي في بقية عمري بعده فرأيت في ما يراه مثلي من العامة صورته الكريمة وصورة الشيخ رضي الله عنه فقال لي سيدنا الشيخ رضي الله عنه مشيرا بيده الكريمة لخديم محبته ومحبة أتباعه سندي الصحيح الكامل هذا أستاذك فقصر عليه همتك فانصبغت حقيقته وارتسمت شيمه ببركة إشارة الشيخ في هبائيتي سوادا وخيالا ولله الحمد والمنة . والمقصود الإشارة إلى ما يشترط في الخليفة لا غير فإنه ينزل منزلة الشيخ رضي الله عنه في كل مقول ومفعول يولي ويعزل و تشترط فيه أخلاق النبوة وعلمها وسياستها ظاهرا وباطنا ومحبتها للخلق و الشفقة عليهم و النظر فيهم وجه الله ووجه نبيهم عموما في العموم و خصوصا في الخصوص فلا يحيد عما كنشته يد القدرة الإلاهية و لا يحب زواله بل ينفذه بالله ببركة شيخه وينسب الولاية لشيخه متبرئا من نفسه؛ فكلما ذكره الخليفة الأعظم السيد الحاج علي حرازم برادة الفاسي كما ستراه في إجازتنا مبينا في كتابه جواهر المعاني الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الجواهر كتابي أنا الذي ألفته أي أمر بتأليفه ؛ فكلما فيه من أخلاق سيدنا الشيخ رضي الله عنه و الفتوة والعلوم والمآثر الى نهاية ما ذكره في أوصافه مشروط في الخلافة عنه فافهم و إنما تركت النقل منه حياء من أن أنقل كلامه المؤيد بأيدي النبوة إلى كناشنا الذي هو باعتباره من قبيل الهذيان و الخرافات ، و إنما تعرضت لما تعرضت له وإن كان كل ما قلته هنا يفهم في كل كلمة منه رغبة في أن أحوم حول جناب الشيخ رضي الله عنه ** ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ** فلو كان لا يؤلف إلا من رسخ لتركت الدواوين استغناء بكتاب الله وبحديث رسول الله ، فأصح ما عندنا في الطريقة جواهر المعاني ثم بغية المستفيد بحسب الأصل و كل يسرح بقدر قوته و غنمه وهذا إنما هو مصة أيدتني بها أيدي الدائرة الفضلية ، و العلم بمدارك السلوك إجمالا وتفصيلا في كتاب ميزاب الرحمة لأبي عبيدة رضي الله عنه ونحن متكلمون بما عندنا من الفهامة والركاكة و العي محبة للعوم في شاطئ أمواجهم طمعا بمغفرة
الله ، فإذا عرفت هذا تبين لك أن المقدمين والمربين أهل الإرشاد رعية الخليفة، والمقدمون رعية المربي ، والفقراء رعية المقدمين ، و الخليفة نائب مشرف على الجميع و لا تكون الخلافة إلا بالمبايعة من جميع الأرواح و الجوامد و لابد من كتابة المبايعة بأيدي رؤساء الملائكة الأربعة و لابد من رقم بيد المزكي الشيخ رضي الله عنه و لابد من خاتم طابع خاتمه صلى الله عليه و سلم مع كتابة كاتبه علي بـن أبي طالب كرم الله وجهه ثم تجمع أرواح الوجود بأسرها فتجعل أرواح المؤمنين في صندوق و كل روح معها رسمها ** وكلا ألزمناه طائره في عنقه ** و تجعل له أرواح الكافرين في صندوق كل روح معها رسمها ويعلق عليهما بطابعه المدفوع عند المبايعة فيضع صندوق المؤمنين تحت إبطه الأيمن و يجعل الآخر تحت إبطه الأيسر ثم إنه يكلف بحفظ الجميع بإشارة الكنانيش الإلاهية السارية له ممن ورثه من الخلفاء قبله فلا يغتر بالمنامات و الخرافات حتى يقع له ما قلناه و يراه يقظة و يبرم أمر جيوشه بسياسة نبوية ؛ فمن أدرج فيه ما قلناه و صرح الشيخ بذلك و قواه النبي صلى الله عليه وسلم بصورته ارتساما في قالبه بحيث يراه صلى الله عليه وسلم في كل ذرة من ذرات الوجود و تصير الدنيا عنده مرآتا له صلى الله عليه وسلم فلا يفعل شيئا حتى يراه صلى الله عليه وسلم يفعله ويصرح به ، قال الشيخ رضي الله عنه رأيته صلى الله عليه وسلم يقرأ صلاة الفاتح في السجود ، و قس عليه فإن من كلف بالدواوين الإلاهية ينظر إلى رموزها ثم يفسرها برؤية أفعاله صلى الله عليه وسلم لأنه هو الخليفة عن الله فما فعله صلى الله عليه وسلم يتحتم على صاحب الوقت تنفيذه بالله وهو قانون صحيح لمن وصله فيدرك أن ولي التصريف في الحقيقة هو النبي صلى الله عليه وسلم لا غير لسياسة ترتيب مملكته جل جلاله ؛ و إنما قلنا ما قلناه لأن الخليفة لبس كسوة شيخه القطب المكتوم ومقامه عال عما قلناه و إنما شرطناه تنبيها على ظاهره لا غير أما مقامه الباطني في قوله رضي الله عنه لا مطمع لأحد في مراتب أصحابنا حتى الأقطاب الأكابر ما عدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فافهم واكتم ، ثم إنه لا يقدر أحد أن يعزل أحدا من أصحاب سيدنا الشيخ من الطريقة ولو كان ملقنا له حتى يعزله صلى الله عليه وسلم فيعزله الشيخ رضي الله عنه ثم يعزله الخليفة تصريحا بما كان لا غير لا إنشاء لأنه لاطريقة له إلا بحسب ما أمر به لا غير . فالمربي في الطريقة التجانية إنما يشترط فيه أن يكون متحققا بمواقف الإحسان التي هي مقامات أهلها من المراقبة و المشاهدة والمعرفة و أن يعرف ما يتعلق بأصول الشريعة وفروعها على مذهب إمامه و إن زاد قوة في التوفيق بين مذاهبه خروجا من الخلاف كان أبلغ, ويشترط فيه أن يشتمل على دين الأنبياء و أخلاقهم ليدقق مدارج الأنبياء من التجريد الكلي مما سوى الله بحيث يحرم وجوبا على من يباشره الإخلاص نسبة له بحيث لا يعول على عمله ولا على علمه ولا على صفائه ولا على توجهاته ولا على مراتبه العلمية و إنما يعول على فضل مولاه ليتيسر له ان يرد من يناوله إلى مقامه الأصلي الذي هو المرضية ويستقذر له ما كان عليه من أهل الإرادة في حال سلوكهم بحيث لا يستدل لهم بأحوالهم فانها مضى زمانها و جاء زمان آخر وله حكم آخر وقد كتب سيدنا الحاج الحسين الإفراني لنا رضي الله عنه * ولا تتشوف إلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم فانهم قد أعانهم زمانهم على ذلك وجاء زمان آخر وله حكم آخر وقد تمسكت يداك لله الحمد بالسعادة الأبدية وهي سيدنا الشيخ رضي الله عنه وهذا يكفيك وقد يقطع بمحبته لحظة واحدة ما لايقطع بالأعمار الطوال والسلام * وهو عين التربية بالطريقة التجانية وهو أن ينسب كل ما عنده لشيخه رضي الله عنه.......

نفحات من كتاب سوق الأسرار-2-

Publié par Unknown | التصنيفات | في

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الفاتح الخاتم و على آله و صحبه و سلم.

يقول رضي الله عنه في هذا الكتاب؛

**.......... فالهارب العاصي عن حضرة مولاه ينكف إن سمع عقاب الله و يخافه إن سبقت له السعادة بحسب الفطرة والتائب يزيد في الأعمال الصالحات لما سمعه من الجنة و المخلص العامل عملا ينسبه لنفسه و يلاحظ في حال عمله الثواب المرتب فيزيده الخطاب بمثل ذكر المغفرة والقرب مجاهدة .و العارف المقرب الكبير يزيده الخطاب بمثل الجنة والحفظ من النار و المغفرة انقباضا وخوفا من أن يكون ممكورا به وهو في الحضرة و يعد نفسه مقطوعا بحيث لا يعول على حاله ولا معرفته بربه و لا بوصاله لأنه لما سمع ذكر الثواب خاف أن يكون من العاصين أو التائبين أو المخلصين فيخاف من مقام الإخلاص كما يخاف العاصي من النار و لا يزال يخاف من مقام ربه فله جنة معرفة ربه ممزوجة بالأدب الذي اقتضاه وهو الركون إلى مولاه والرضى بما رضيه من جنة أو نار و جنته لذة شهود مولاه وناره نار القطيعة التي هي أحر نار ، فيبقى بأدبه موصولا في الدنيا و الآخرة و لا يفرق بين الدوائر الثلاث، فحضرة الدنيا والبرزخ و الآخرة على حد سواء عنده لأنه متمتع بلذيذ خطاب سيده و جماله ويحمله الجمال عن ترك الميل لغير ربه خائفا وجلا آنسا فانيا صاحيا ميتا حيا جامدا متصرفا منقطعا عن الخلائق متصفا بهم ساكتا متكلما مشيرا عاجزا عن الإشارة ضاحكا باكيا عاقلا والها مميزا ساكرا فتجتمع عليه الأوصاف كلها في نفس واحد متصفا بصفات ربه متجردا عن صفات نفسه أديبا عالما جاهلا ، فتشرق عليه أوصاف العبودية كلها في كوة السيادة في كل نفس من أنفاسه فلا يحصل على معرفته بين الناس إلا من أحبه الله لأنه متلون بتلون الخلائق كلها بجلوسه على كرسي
العبودية ؛ فتحصل أنه توجه خطاب الشارع إلى جميع الأجناس من العبيد يداويه الخطاب العزيز بما يصلحه ويزيده *لمثل هذا فليعمل العاملون *. فالمخلص عند السيد هو الذي يعرف خطاب سيده بالإشارة ويفهم من عمل لفظه ومن كل إشارة ما يبرئ أسقام الأجناس كلها وهذا العالم حقيقة الذي يستحق التقدم والعلم وغيره إنما يزيد سقما على سقم، لكنه لا يريد التنزل من حضرة الحق إلى حضرة الخلق اللهم إلا إذا اقتضت حكمة سيده التنزل فلا يكاد يحب إلا التنزل لأنه مراد سيده سواء فيه صلاحه أو هلاكه فإنه لا مراد له مع مراد سيده فيظهر المخالطة والمجانسة لهم ولا مناسبة إلا ما اقتضاه الأمر الإلاهي فافهم وكن من الشاكرين ، فإن كثيرا من الناس اختلطت عليه الطرق فيجمد على الظواهر و الحظوظ محتجا بأن الله أمرنا بطلب الجنة بالأعمال الصالحات ذاهلا عن الطب الإلاهي لقلة الأطباء في زماننا على الوجه الأكمل أي ظهورهم مع كثرتهم فهو مغرور ، فاسمع قوله جل وعلا * ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي
جنتي * فالمطمئنة هي نفس المخلصين و الإخلاص نهاية الأولياء أهل المجاهدة الملاحظين ثواب أعمالهم وقد أمرها الله بالرجوع بالإنسلاخ من التعرض للثواب فإن رجعت بحيث رضيت بما رضيه مولاه سميت راضية مع نسبتها العمل لنفسها فيجب عليها التوبة من نسبة العمل لغير الله فإذا تجردت من نسبة العمل لها متبرأة من نفسها عالمة بأن الله هو الفاعل المحرك المسكن لها * هو الذي أنطق كل شيئ * *ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى * خطاب لأعز وأكبر العبيد ، ودخلت عائمة في بحر الوحدة وحدة الذات ووحدة الفعل وتبين لها أن الخلائق كلها فعل للحق بمنزلة كتاب مكتوب بمداد واحد واعتقدت أن تجزئة الكتاب إلى حروف وأحزاب وجمل لا يخرجه عن المدادية ولا عن كتابية الحق جل وعلا ونسب لمولاه كل ما رآه ولا يرى أحدا قادرا على حركة وسكون بل يكون كل شيئ عنده هباء في شمس دخلت بكوة لا وجود له وجودا يحصل عليه بل هو مبصر غير ثابت ولا نافع ولا ضار ويعتقد وجود الهباء وجودا خياليا و أنه لم يكن إلا الحق جل وعلا وأن كل ما ظهر إنما ظهر من النور الإلاهي فهذه النفس تكون مرضية عند مولاها ، فإذا رضيها يسحقها ويدقها دقا ناعما حتى يفنيها عن أوصافها و يميتها ويربيها بالسقي الإلاهي بدخولها في حضرة صفاته وأسمائه . فإذا تنورت وتصفت وامتلأت بما أفيض عليها من حضرة أسمائه وصفاته تجلت وتقوت لحمل أثقال السر الإلاهي فإذا أمرت و أودعت وختمت وانغلقت وانبرزت انتقلت للمعرفة الإلاهية فتكون جامعة مانعة محاطة بسيادة سيدها مرادة معظمة سائرة لما لا نهاية له من بحور أنوار الكنه الرباني فافهم واجزم وهو قوله تعالى * وادخلي
جنتي * أي جنة معرفته *وادخلي في عبادي * وهذا هو العابد لله لا غير فإن غير هذا عابد لهواه مستحق غضب ربه لولا رحمة الله عليه فعمله بالقصد معه عين القطع لكن سبق ما سبق في علمه الذي لا يبدل أن كل من عمل عملا و أتقنه دار له الفلك بسهمه . وعليه فمن عصى الله معصية متقنة بشروطها بهمة نافذة جاهدة في المعصية على وجه الجحود و الإستكبار عن الربوبية يدر له الفلك بسهمه وهو غلة عمله التي هي سخط ربه قطعا و لا يغفر ذنبه أبدا لأنه جل وعلا حكم بأن من عمل عملا متقنا يدر له الفلك بسهمه و قد أتقن العمل بالجحود والإستكبار و التصحيح على عدم العود نعوذ بالله جل وعلا * إن الله لا يغفر أن يشرك به * وإن عصى الله اتباعا لنفسه من غير قصد الإجتراء على الربوبية ولا جحود نعمته ولا استكبارا عن سيادته فهذه معصية غير متقنة فإن الفلك لله الحمد يدور بسهم غيره و لذلك يغفر بالحسنات * إن الحسنات يذهبن السيئات * و بالندم والتوبة والإستغفار وغيره من أنواع المكفرات المروية عن الشارع ، فإن غاية هذه المعصية أنها تأكل من الحسنات إن لم يتب منها صغيرة أو كبيرة ، فإن تاب منها تزد على الحسنات بحسب الفضل الإلاهي . فكلما ورد أنه يكفر فإنه يكفر سائر جميع أنواع المخالفات لله الحمد لأن الفلك لم يدر له بسهمه ، غايته أنه مسيئ جدا حيث أنه اقتحم ما نهي عنه فيستحق سخط مولاه لولا فضله السابق وهو أنه لم يدر له الفلك بسهمه لعدم إتقان العمل وهو منغمس في فضل ربه و لذلك يحمله سر ايمانه على عدم الإصرار إلى الممات أي عدم نية الإصرار إليه بل كل يوم يحدث نفسه بالتوبة وكلما سمع كلام الله سرى فيه نوره و أما إن نوى الإصرار عليه إلى الممات فهو عين التجرء على حضرة الربوبية ولذلك تنسد مرآته ولا يرجى فلاحه لأن الفلك دار بسهمه بالإتقان فافهم . ومنه تعلم أن أهل المعاصي من المومنين المصدقين برسالة نبينا صلى الله عليه وسله لم يكن فيهم لله الحمد من يستحسن المعصية مستكبرا بها على الربوبية و إن كان مجاهرا بها عند اقترانه فإنه خائف من مقام ربه بدليل أنه يستقذر نفسه ويستحيي من العلما و المساجد . فهذا كله لا يدور له الفلك بسهم الغضب و إن كان مسيئا جدا حيث خالف أوامر سيده لكنه غطاه الفضل الإلاهي . ولهذا لايغضب الحق جل وعلا على واحد من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلو غضب عليه لتبدل حكمه وهو لا يتبدل وتبدله بدوران الفلك بسهمه وهو غير متقن للمعصية . ولذلك من سبق أنه يدخل النار من أمته صلى الله عليه وسلم يدخلها مرضيا من سيده ولو فعل ما فعل من كل معصية غير متقنة فلو أتقنها لكان كافرا بل يدخلها محبوبا مرضيا تطهيرا له مما أسرف حيث ربت مساويه عن حسناته بحسب ما يعلمه الله لا على وجه المقاصة فتهيج عليه النار شفقة فتحرقه مرة واحدة ودفعة واحدة فتخرجه عن حسه فيبقى فحمة مطهرا بها حتى يشفع له نبيه صلى الله عليه وسلم ولا تخرج فحمة من النار حتى يأذن لها نبيها إظهارا لأهل الجنة قدر نبيها لا غير و أنه لولاه صلى الله عليه وسلم لاستمر فيها من دخلها ولدخلها من لم يدخلها فإذا تبين لأهل الجنة و أهل النار ذلك السر الإلاهي خرج جميع من لم يدر له الفلك بسهم الغضب فيظهر فضل الله للفريقين فيغرق الحق جل جلاله فريق الجنة في محبته وفريق الكفر في غضبه دائما أبدا ؛ فعليك بمولاك فالمنة له عليك و الزم أعتاب العبودية الصرفة المجردة من غير وغيرية تحظ في هذه الدار بما يفاض عليك في البرزخ والآخرة وتتنعم في كل نعمة الدنيا من أكل وشرب ونكاح بمثل ذلك في الجنة ولو كشف الحجاب مــاازددت يقينا..........................يتبع


التجرد للعبادة

Publié par Unknown | التصنيفات | في

من كلامٍ أملاه سيد الوجود صلى الله عليه و سلم على واحد من أصحاب سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه و أرضاه و عنا به يقظة لا مناما ليبلغه إلى الشيخ رضي الله عنه، قال قل له (يعني للشيخ رضي الله تعالى عنه أو كما قال له) ينقسم التجرد للعبادة إلى أربعة أقسام:
العبادة الأولى هي التجريد و الانقطاع إلى الله تعالى بالأعمال الكاملة و الاخلاص التام و يكون هذا الانقطاع من غير قصد و يكون مراده بهذا الانقطاع أن يُمَجِّدَ الله و يعظمه و يسبحه و يقدسه و يحمد الله تعالى على الحالة التي هو عليها و لا يقصد في عبادته شيئا و لا ينظر فيها إلى شيء فتصعد أفعاله إلى الله تعالى و تدخل على الباب المفتوح و تشغل بتحول على ما ذكرناه أولا و لا يكون وقوف التجلي لقوله تعالى و الذين آمنوا و عملوا الصالحات و أهل العمل الصالح هم الذين لم يقصدوا في أعمالهم شيئا من مصلحة و لا منفعة و لا يسأل في عبادته إلا الإعانة و العافية الكاملة يسألها لآخرته قل له خيار السؤال و إذا سأل أحدكم فليسأله في العفو و العافية و إذا كان قصده في تجريده و انقطاعه وصولا إلى مقام أو طالب علم أو سر تطلع أعماله حتى ترد على الباب المغلق فتجلس تعاينه ينفتح ساعة ترجو صاحبها يرجع و يقول عبادتي لله لا أطلب حاجة فإذا ألهم و قال هذا رجعت و دخلت على الباب المفتوح
و إن لم يقل ما ذكر رجعت تلك الأعمال متقطعة كانقطاع الريح في الهواء فتجول حتى تسكن بمعنى تنقلب عليه خسرانا إلى أن قال صلى الله عليه و سلم قل لحبيبي التجاني كل هذه المعاني في القرآن العظيم و قل له هذا الكتاب يدلك على ما أمرتك به قلت لك لا تقصد شيئا و لا تجتهد في حرص على شيء اجتهد في العبادة و مخالفة النفس، و الحرص و الاجتهاد لا يكون إلا في العبادة لله عز و جل و مخالفة النفس، و الحرص فيما يقصده الإنسان في العبادة هو تأخير الفتح قل له هو تأخير الفتح قل له هو تأخير الفتح قل له هو تعويق الفتح إلى ثلاث مرات.


اتخاذ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه كقدوة

Publié par Unknown | التصنيفات | في الخميس، 26 نونبر 2009

من أخلاقه السنية رضي الله عنه



كان رضي الله عنه كثير الحياء، متطلبا للدين و لسنن المهتدين.
مشتغلا بقراءة القرآن، معتادا لتلاوته و حافظا له.
طويل الصمت، كثير الوقار.
حرَّر المعقول و المنقول و أفاد ثم اشتغل بالطاعة و حُبِّبَت إليه العبادة.
كان يكثر القيام في الليالي المتطاولة.
قوي الظاهر و الباطن، متصف بكمال الإرث من رسول الله عليه السلام.
كان متصفا بالسخاء العظيم و الإنفاق الجسيم.
يقبض عنان الخوض عما لا يعنيه.
يكره كثرة الكلام ، و يتحفظ من الغيبة و النميمة.
يقول عن نفسه رضي الله عنه" من طبعي أني إذا ابتدأت شيئا لا أرجع عنه و ما شرعت في أمر قط إلا أتممته".
يتهلل وجهه و يزيد بهاؤه و جماله عند سماعه أوصاف النبي صلى الله عليه و سلم المعنوية و نعوته الجلية أو حديثه أو أخباره.
لا تجده إلا راضيا بمراد الله و قضائه، فرحا لإبرامه و إمضائه، متحدثا بأنعم الله و آلائه، لا يحب التدبير مع الله و الاختيار، فلا تراه إلا محبا لما كان عليه الوقت و الزمان من شدة و رخاء و خوف و أمان و حاملا للناس على الرضا به و الاستسلام لمصابه و إذا تحول حال الوقت تحول مراده عنه، فكأنه يقول: أنا معي بدر الكمال حيث يميل، قلبي يميل.
كان يحض على العمل بالعلم كثيرا و خصوصا من يشتغل به، فعلى قدر طبخ الحديد إحكام الصنعة فيه.
كان شديد الحب للدين، يتقنه، يطيع طاعة الفرحين به، يؤدي الفرائض و السنن، يحافظ على إقامة الصلاة في أوقاتها و أدائها في الجماعات، يمشي هونا في سعيه للصلوات كلها و يحب فاعل ذلك.
يحب الإكثار من ذكر الله و يحض عليه و يقول كل شئ حدَّه الله لنا إلا ذكره سبحانه فإنه قال عز و جل يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا.
يواظب رضي الله عنه على أوراده بعد صلاة الصبح إلى وقت الضحى الأعلى في خلوته و بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء في خلوته أيضا.
إذا طلبه أحد في شيء من غير الورد المعلوم يقول له أكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم بصلاة الفاتح لما أغلق فإن فيها خير الدنيا و الآخرة.

كان يغض طرفه رضي الله عنه فلا تراه ذاهبا في الطريق إلا ناظرا موضع ممره، و لا يلتفت.
لا يحب الإكثار من ملاقاة الناس و لا يقدر أحد من أصحابه تقبيل يديه حملا لهم على عدم التكلف.
و أما صلة الرحم فإنه يصل رحمه الديني (الشيوخ) و الطيني(الأقارب)، يقضي حوائجهم و يتفقد أحوالهم و يكرم مثواهم و يكسب معدومهم و يعينهم على نوائب الدهر.
لا يحب من ينسب إليه شيئا، فإذا صدر عنه شيء من محاسن الأعمال يسنده إلى مجهول، فيقول وقع لبعض الناس ولا يسمي نفسه.
لا يحب من يمدحه بمحضره.
لا يحب الظهور و لا من يتعاطاه.
يحب آل البيت النبوي المحبة العظيمة و يهتم بأمورهم، يحرص على إيصال الخير إليهم، يتواضع لهم أشد التواضع، و ينصحهم و يذكرهم و يرشدهم إلى التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه و سلم و العمل بسنته، و يقول الشرفاء أولى الناس بالإرث من رسول الله صلى الله عليه و سلم.
كان رضي الله عنه يمنع بعض أصحابه من أن يتزوجوا بالشريفات، مخافة أن يقع منهم ما يغضبهم و يسوؤهم فتغضب بذلك فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و سلم و يغضب أبوها صلى الله عليه و سلم، و في الحديث الشريف فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها و يبسطني ما يبسطها، هذا و المصاهر للشرفاء قد يرى في نفسه شيئا من المساواة فيخل بهم بالوقار.

من مكارم أخلاقه رضي الله عنه:
الذكاء و الفطنة و الشجاعة و النجدة و الحنان و الشفقة و الرأفة و الرحمة و الصبر و الاحتمال و التواضع و الأدب.
من علو همته:
العفاف و الصيانة و الوفاء.

من فتوته:
الكرم و السخاء و الحلم و التأني و العفو و الإيثار و السعي في حوائج الأبرار.

من أدبه:
ما رآه أحد قط مادا رجله إلى القبلة و ما بصق قط و هو جالس في المسجد و لا رفع فيه صوته.

و من ورعه رضي الله عنه:
أنه لا يأخذ شيئا و لو كان تافها مما يحتاج إليه ممن لا يتقي الحرام.

ولما فُتِح عليه رضي الله عنه كان ذكاؤه هو فهمه عن مراد الله، و صبره هو سكونه تحت مجاري الأقدار، و احتماله هو قضاؤه الحوائج و الأوطار، و شجاعته هي قوته في الدين، و نجدته هي نصرته طريق المهتدين، و سخاؤه هو بيع نفسه على الله و في الله، و علو همته هو انقطاعه إلى الله عما سواه، و فتوته هي وفاؤه به بمعاملة مولاه.
كان عطوفا رؤوفا شفيقا رفيقا يحن على المسلمين و يرق للمساكين .
التواضع و الآداب و حسن الخلق و المعاشرة هي صفاته، فكان رقيق القلب، رحيما بكل مسلم متبسما في وجه كل من لقيه و كل من يراه يظن أنه أقرب إليه من غيره.
كان هينا لينا في كل شيء حتى في مشيه يذكرك قوله تعالى "و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا"
كان يجالس الضعفاء و يتواضع للفقراء.
كان يخدم نفسه و أهله ولا تستنكف نفسه عن فعل شيء كائنا ما كان.
كان لا يبرئ نفسه من خصلة ذميمة أو فعلة قبيحة و يشهد حقوق الناس عليه، و يقول المؤمن هو الذي يرى حقوق الخلق عليه و لا يرى لنفسه على أحد حقا.
كان يقول المال مال الله و إنما أنا خازن الله و مُسَخَّر فيه و مستخلف.
إذا استلف شيئا قضاه بسرعة لا يتوانى في ذلك و لا يغفل البتة.



الدعاء الذي كان يذكره الواسطة المعظم سيدي محمد بن العربي الدمراوي الشريف الطاهري التازي رضي الله عنه للاجتماع برسول الله صلى الله عليه و سلم و هي المسماة بالصلاة الجامعة

Publié par Unknown | التصنيفات , | في

"اللهم اجمع جميع أذكار الذاكرين و جميع صلوات المصلين و اجعل جميع الاذكار ذكري و جميع الصلوات صلاتي على سيدنا محمد شفيع المذنبين و على ءاله بحر الكاملين عدد ما في علمك يا رب". و قد ذكر الشارح أن هذه الخواص لا بد لها من الاذن الخاص (ج أحمد بن العياشي سكيرج، رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الاصحاب، الربع 3، ص168).

من فوائد ياقوتة المحتاج في الصلاة على صاحب المعراج

Publié par Unknown | التصنيفات , | في



ألف سيدي محمد بن العربي التازي الدمراوي رضي الله عنه ياقوتة المحتاج في الصلاة على صاحب المعراج بما أفاض الله عليه من المواهب لا باكتساب الأعمال لأن اللاحق لا يكون سببا في السابق و كل ما قدر للإنسان أن يلحقه فهو سابق في علم الله قبل عمل صاحبه ... و ذكر في طالعة هذا التأليف أن من داوم على قراءتها مضمون له قطعا من غير شك أن يرى نبيه صلى الله عليه و سلم مناما أو يقظة ... و اعلم وفقني الله و إياك أن كل ما ذكر من خواص كل صلاة من صلوات هذا التأليف مبناها على الإذن من صاحبها أو من المأذون له فيها، و أما الثواب فلا يحتاج إلى إذن بل بمجرد قراءتها يحصل لتاليها، و كذلك حصول رؤية النبي صلى الله عليه و سلم المضمونة لمن داوم على قراءة التأليف فإنه لا يحتاج إلى إذن بل بمجرد العزم على قراءة التأليف و الدوام عليها يحصل... و قد رتب هذه الياقوتة رضي الله عنه على ترتيب الحروف الهجائية ... و عقد لكل حرف بابا و الباب هنا يذكره التالي مع قراءة الصلوات المذكورة... (ج أحمد بن ج العياشي سكيرج، كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الاصحاب ، بتصرف، ص 102-104).
+ ففي حرف الثاء مثلا قال: اللهم صل على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد عدد العجاج و اللجاج و اللث. خاصيتها: من أكثر منها انهلت الرحمة على قبره عند موته و لم تفارق قبره، و كان في حياته موفقا للحسنات.
+ و من ذلك عند قوله في حرف الجيم: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة تقيدنا بها يا جبار إلى طريق الخيرات و من الهم و الغم فرج. خاصيتها: من ذكرها كل يوم مرتين يذهب الله عنه الوساوس في جميع العبادة و لا يقدر الشيطان أن يفسد عليه شيئا من عبادته، و لا يقع له خلل في العبادة.
+ و من ذلك عند قوله في حرف الخاء: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة تستجلب لنا بها يا مصور رضاك يطهرنا من الادناس و الوسخ. خاصيتها: من واظب عليها قرب عليه الفتح، و سهلت عليه مشاق العبادة و أرسل الله إليه من يرشده لصلاح حاله، و عصمه الله من الشك و الوهم في خلواته.
+ و من ذلك عند قوله في حرف الدال: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة تعيننا بها يا قوي على محبته و تعظيمه من الآن إلى الأبد. خاصيتها: تستجلب رضا أهل الخير و محبتهم كالأشياخ. تذكر 66 مرة. و من قرأها 1000 مرة حال الله بينه و بين المعاصي، و كذلك يحول الله بينه و بين كل أمر قادم في عمله الصالح، و يتمكن من محبة سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم.
+ و من ذلك في حرف الراء عند قوله: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة تباعدنا بها يا بار من الفجار و تقينا بها يا مانع عذاب النار. وخاصيتها: أن من داوم عليها حفظه الله من ضرر المعاصي و من كتبها و حملها و جلس مع المشتغلين بالمعاصي كانت له درقة من النار.
+ و من ذلك في حرف الطاء: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة تقينا بها يا حفيظ من الردة و كل داء و سخط. خاصيتها: من أكثر منها انتشر على قلبه الأمان من هذه المصائب المذكورة هنا.
+ و من ذلك حرف الظاء: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة تجيرنا بها يا حليم من الحط و اللظ. خاصيتها: من أكثر منها نجاه الله من ظلمة القبر و ضيقه، و كان محفوظا فيه إلى يوم البعث.
+ و من ذلك في حرف الميم: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا ومولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة تقينا بها يا محيي أن نموت بالردم. خاصيتها: من أكثر منها امتلأ قلبه من الحب و الأنوار، و كان من الموقنين بالعهد.
+ و من ذلك قوله في حرف النون: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة أهل السموات و الارض عدد ما سبحت به السنة المحبين و العارفين. خاصيتها: من أكثر منها زالت حجب الجواهر السبعة عن قلبه و اطلع على ما في الملكوت، و كان مأمونا من السلب. و الجواهر السبعة هي جوهرة الذكر، و جوهرة الشوق و جوهرة الحب و جوهرة الروح و جوهرة السر و جوهرة المعرفة و جوهرة الفقر.
+ و من ذلك في حرف الضاد: اللهم صل و سلم على سيدنا و نبينا و مولانا محمد و على ءال سيدنا محمد صلاة نتمتع بها و بذكرك يا مغيث في حياتنا تمتع الخيرات و الارباح و تقبل منا يا حسيب و لا ترد و تعرض. خاصيتها: من أكثر منها أغناه الله بكمال الإيمان و حلاوته و تقول له الملائكة مرحبا بحبيب الله فلان... (ج أحمد بن العياشي سكيرج، رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الاصحاب، الربع 3، ص162-168).

نسب الشيخ التجاني رضي الله عنه

Publié par Unknown | التصنيفات | في

إن الشيخ التجاني رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به، ليعد مفخرة فريدة من مفاخر الإسلام، وليعتبر علما من أعلام الفكر السامق، الذي لا يضاهى في الماضي ولا في الحاضر ولا فيما يستقبل.
إن شخصيـة سيدي أحمد القوية الإشعاع المؤيدة بالعناية الإلهية، وصل بها إلى القلوب الصافية، فحملت أسراره ومعارفه وانطبعت فيوضاته فيهم، فأنتجت فحول الطريقة وأقطابها، وبقيت علومه تفيض عنه إليهم بفضل مشاركته رضي الله تعالى عنه في كل العلوم والمعارف.
نسبه:
هو سيدنا أحمد، بن مولانا مَحمد، بن المختار، بن أحمد، بن محمد، بن سالم، بن أبي العيد، بن سالم، بن أحمد الملقب بالعلواني، بن أحمد، بن علي، بن عبد الله، بن العباس، بن عبد الجبار، بن إدريس، بن إدريس، بن إسحاق، بن زين العابدين، بن أحمد، بن محمد (النفس الزكية)، بن عبد الله الكامل، بن الحسن المثنى، بن الحسن السبط، بن علي كرم الله وجهه، من السيدة فاطمة الزهراء الطاهرة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويرتفع نسبه كما في كتاب جامع الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد بن المشري، وفي غيره ممن تكلم على نسبه الشريف وقدره المنيف، إلى الإمام الجامع لشتات الفضائل والمفاخر، منظم غرر المناقب والمآثر، أبي عبد الله سيدنا محمد النفس الزكية، بن مولانا عبد الله الكامل، بن مولانا الحسن المثنى، بن مولانا الحسن السبط، ابن سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود، وعلم الشهود، ومنبع كل فضل وجود، سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

شـروط الطريقة التجانية: شروط الدخول في الورد الأحمدي

Publié par Unknown | التصنيفات , | في

تنقسم شروط الطريقة التجانية إلى أنواع: - شروط الدخول في الورد الأحمدي، - ما يجب المحافظة عليه، - شروط لصحة الأوراد، - شروط مُؤكَدة وآداب لا يبطل ورد تاركها ولكن يقل نورُه، - وما يشترط في صحة الإذن بالطريق.
تنقسم شروط الطريقة التجانية إلى خمسة أقسام:
- القسم الأول: شروط الدخول في الورد الأحمدي


1- المحافظة على الصلوات في الجماعة ما أمكن: المحافظة على سائر الأمور الشرعية علماً وعملا من ذلك المحافظة على الصلوات الخمس وفي أوقاتها ومع الجماعة ما أمكن، مع استكمال شروطها وأركانها وأبعاضها وهيآتها ودوام الخشوع فيها.. وليقرأ البسملة مع الفاتحة سراً في السر وجهراً في الجهر خروجاً من الخلاف، مع الطمأنينة في الركوع والسجود بقدر ثلاث تسبيحات على الأقل بالقدر المعتدل لا السريع ولا البطيء خروجاً من خلاف من أوجبها، وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم: »إذا ركع أحدكم فيقل ثلاث مرات سبحان ربي العظيم وذلك أدناه وإذا سجد فيقل سبحان ربي الأعلى ثلاثاً وذلك أدناه». وفي رواية الدارقطني والطبراني: »سبحان ربي العظيم وبحمده وسبحان ربي الأعلى وبحمده».
وليتحر إن اقتدى بأحد أن يكون ممن يتممون الصلاة فلا ينقص عن هذا القدر وأن يكون من مستقيمي أهل السنة فقد نص العلماء على كراهة الاقتداء بالمبتدع والفاسق، ومن عادى أولياء الله تعالى فهو فاسق بغير شك ومن الأولياء الشيخ رضي الله عنه وعنهم جميعاً.
2- الإنفراد بهذه الطريقة طول الحياة: فلا يجمع معها طريقة أو ورد لغيرها وترك ما عداها ليتفرغ للقيام بشؤونها، ولا ريب أن من انقطع لشيء أحسنه.
3- عدم زيارة الأولياء الأحياء والأموات ما عدا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والإخوان من طريقته: أن يقتصر من زيارة الأولياء الأحياء والأموات على من أذن شيخه (المراد بالشيخ هو شيخ الطريقة سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه في زيارتهم) من غير اعتقاد حرمة في زيارة غيرهم ولا كراهة مع محبة جميع الأولياء وتعظيمهم وإكرامهم. وقد نص أكابر أهل التربية في كل طريق على ذلك، فذكر سيدي محي الدين بن عربي وسيدي على الخواص وابن حجر الهيتمي والشعراني والشيخ زروق والشيخ السمنودي والدردير والشريش وابن البنا السرقسطي وبن عجيبة وسيدي عبد العزيز الدباغ والشيخ الكنتي والإمام الفاسي والشيخ محمد بن عبد الله الخاني الخالدي النقشبندي وغيرهم من سائر الطرق "فهو أمر متفق عليه فيما بينهم". وليس الاقتصار إلا أدبا من آداب أهل التربية وذلك أن الشيخ هو الطبيب الحق الذي أطلعه الله على مواطن النفع المقسومة للمريد فيشغله بزيارة من علم من طريق التعريف الإلهي الثابت أن الله قضي له المنفعة على يديه -ذكره العارف الشعراني-، وقد أذن الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه وعنا به لأصحابه إذناً عاماً في زيارة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والاخوان من طريقته ومما لا يحتاج لذكره أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أولى من غيرهم بالزيارة والاستمداد.
4- مداومة الورد بلا انقطاع إلى الممات: فإن الأوراد اللازمة في الطريقة لا تعطى إلا لمن التزمها طول حياته فتصبح واجبة كسائر العبادات المنذورة وهي مما يسهل على المرء القيام به خصوصاً وهي مشروطة بعدم العذر. فإن عزم على رفض الطريقة انقطعت الوصلة بينه وبين شيخه وأثم لوجوب الوفاء بالنذر بخلاف أوراد الطرق التي لم تنذر فإن تاركها لا يأثم بتركها. وحكمة نذر الأوراد أن يثاب عليها ثواب الفريضة وقد حرص الكثير من الأولياء على تكثير الثواب بهذه الوسيلة منهم الإمام البوصيري رضي الله عنه قال: ولا تــزودت قــبـل الـمــوت نافـــلـة ولـم أصـل سـوى فـرضي ولم أصم وقد قالوا في ذلك: إنه كان ينذر النافلة حتى يثاب عليها ثواب الفرائض فيكثر ثوابه، وقد كان بعض أهل الطريقة يقول: من أسباب علو مشربنا أننا نثاب على أعمالنا ثواب الواجبات ومن لم يكن كذلك يثاب ثواب النوافل.
فمن خالف شرطاً من هذه الشروط فقد انقطع عن شيخه ورفع الإذن عنه في الحال ولا يعود إلى الاتصال بالشيخ حتى يتوب ويجدد الإذن ويصدق في التمسك بها، ولا شك أن تكذيب العدل الصدوق في خبر جائز لا يجوز وأننا مأمورون شرعاً بمحبة الصالحين بل وسائر المسلمين وعدم سبهم شرعاً وإذايتهم وانتقاصهم ما داموا على الحق فكيف بمن نذر على نفسه الارتباط بصحبة صالح صادق.